التحول العلمي
واجه المدراء والمدراء التنفيذيون في السنوات الأخيرة بيئة اجتماعية، اقتصادية، سياسية، وتكنولوجية سريعة التغير مليئة بالتحديات. فقد أدت العولمة، التطور التكنولوجي، الخصخصة، إلغاء القيود التنظيمية، وتحول الهياكل التنظيمية التقليدية الهرمية إلى منظمات أكثر مرونة وديناميكية، إلى تغيير طبيعة المسؤوليات الإدارية.
يضطر المدراء إلى العمل في بيئات معقدة وسريعة الإيقاع، وسط ظروف تتسم بتغيرات جذرية واستجابات لعوامل متغيرة إلى حد كبير. ومع ذلك، فإن أحد أكثر التغيرات التي تواجه المدراء، وكليات الإدارة والاقتصاد على حد سواء، هو بروز اقتصاد المعلومات الجديد.
فقد غيّرت شبكة الإنترنت وتطبيقاتها طريقة تفاعل العملاء والموردين والشركات، مما أوجد فرصاً هائلة، بالإضافة إلى تهديدات تنافسية غير متوقعة. كما غيّر الإنترنت أيضاً طريقة عمل الشركات من الداخل، فأزالت الحدود التنظيمية وأعادت تعريف العلاقات بين الإدارات والأقسام والوظائف المختلفة داخل الشركة.
كانت استجابة معظم كليات إدارة الأعمال لهذه التغييرات محدودة وتقليدية. فهي تواصل التركيز على التدريس فقط. يستمر الطلاب في تلقي المقررات الدراسية ويفترض أن يتعلموا من خلال المحاضرات، القراءات، المناقشات والتكاليف. ويتطلب هذا النموذج من الطلاب حفظ المعلومات/المعرفة المكتسبة وتطبيقها في مواقف العمل. وفي حين أن اكتساب المعرفة بهذه الطريقة ضروري، إلا أنه غير كافٍ. فبعد تلقي المقررات الدراسية في مثل هذه البيئة التعليمية التقليدية، غالبًا ما يكون الطلاب غير مستعدين بشكل كافٍ لتطبيق معارفهم على الحالات العملية في عالم الأعمال الواقعي. بالإضافة إلى ذلك، فهم غير مستعدين بشكل كافٍ للقيادة وإضافة قيمة حقيقية في مؤسسات الأعمال التي ينضمون إليها.
في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر، نؤمن بأننا نتحمّل مسؤولية تخريج أفراد قادرين على التكيّف وحل المشكلات، يمتلكون المهارات اللازمة للمساهمة في المجتمع، وأن يكونوا قادة الأعمال في المستقبل. ومن هذا المنطلق، اعتمدنا ما نراه نهجًا مبتكرًا وفعّالًا في تعليم إدارة الأعمال – وهو التحول العلمي. ومن خلال تطبيق هذا النموذج، نسعى إلى إحداث تحوّل في عقول وقلوب طلابنا ليصبحوا قادرين على التكيّف وحل المشكلات. ونتيجة لذلك، نؤمن بأن طلابنا سيكونون مجهزين بالمهارات الضرورية التي تمكّنهم من مواجهة التحديات في بيئة أعمال عالمية قائمة على المعرفة، تتسم بالتغير المستمر.